حذرت ألمانيا وبريطانيا وفرنسا اليوم السبت من أن التفاوض مع إيران بشأن إحياء الاتفاق النووي قد ينهار بسبب المطالب الروسية، وهو ما من شأنه أن “يحرم الشعب الإيراني من رفع العقوبات، والمجتمع الدولي من الضمانات المطلوبة المتعلقة بالبرنامج النووي الإيراني”.

وحضت الدول الأوروبية الثلاث المنضوية في الاتفاق النووي الإيراني على عدم “استغلال” المباحثات الهادفة لإحيائه، وذلك بعد توقفها بعد مطالب روسية من واشنطن على خلفية الأزمة الأوكرانية.

وقالت الدول الأوروبية الثلاث في بيان مشترك إن مطالب روسيا بضمان تجارتها مع إيران تهدد بانهيار اتفاق نووي شبه مكتمل، بحسب ما نقلت شبكة يورو نيوز الأوروبية.

وأضاف البيان أنه لا ينبغي لأحد أن يسعى لاستغلال مفاوضات خطة العمل الشاملة المشتركة (الاتفاق النووي) للحصول على ضمانات منفصلة عن الخطة، مضيفا أن ذلك يهدد بانهيار الاتفاق.

ووفق البيان المشترك، فإنه يجب إبرام الاتفاق المطروح على الطاولة على وجه السرعة، علما بأن الولايات المتحدة تصر على رفض مطالب روسيا.

وبعدما أكد أطراف التفاوض الاقتراب من تفاهم يعيد إحياء الاتفاق، برزت صعوبات إضافية هذا الأسبوع.

فقد تحدث مسؤولون إيرانيون عن تقدم واشنطن بـ”طلبات جديدة” وتسبّبها في “تعقيد” التفاوض، في حين أبدى الغربيون قلقهم من تأخر إنجاز التفاهم نتيجة طلب موسكو ضمانات أميركية مكتوبة بألا تؤثر العقوبات الغربية التي فرضت عليها على خلفية غزوها أوكرانيا على تعاونها مع طهران في مجالات اقتصادية وعسكرية.

واعتبرت واشنطن أن هذه المطالب “خارج سياق” القضية لعدم وجود رابط بين العقوبات والتعاون بين موسكو وطهران في إطار الاتفاق النووي.

وحضت الولايات المتحدة أمس الجمعة إيران وروسيا على اتخاذ “قرارات” ضرورية للتوصل سريعا إلى تفاهم بشأن الاتفاق، معتبرة أن الكرة باتت في ملعبهما لتجاوز المأزق، وفق تصريحات للمتحدث باسم وزارة خارجيتها نيد برايس.

من جهته، قال دبلوماسي أوروبي إنه إذا لم تبد موسكو مرونة بشأن مطالبها، فثمة “خيارات أخرى” ممكنة، من دون أن يقدم تفاصيل إضافية.

وشدد على عدم السماح “لروسيا باحتجاز خطة العمل الشاملة المشتركة رهينة”.

وترتبط طهران بعلاقات وثيقة مع موسكو سياسيا واقتصاديا وعسكريا، كما قامت روسيا بدور أساسي في التفاوض بشأن الاتفاق وخطواته التطبيقية، مثل نقل يورانيوم مخصّب من إيران إلى أراضيها.

وتهدف المفاوضات التي يرعاها الاتحاد الأوروبي إلى عودة الولايات المتحدة للاتفاق الذي انسحبت منه إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب في مايو/أيار 2018، وأعادت بعد ذلك فرض عقوبات مشددة على إيران.

واتفاق 2015 وقعته إيران مع الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا والصين وروسيا وألمانيا، وكان يفرض قيودا على برنامج طهران للحؤول دون إنتاج أسلحة نووية، وذلك مقابل رفع العقوبات الدولية عنها.

إيران: واشنطن فشلت في منع صادراتنا النفطية

من ناحية أخرى، شدد وزير النفط الإيراني جواد أوجي في تصريحات نشرت اليوم السبت على أن محاولات واشنطن مصادرة شحنات وناقلات نفط تابعة للجمهورية الإسلامية لم تحل دون تصدير طهران نفطها الخاضع لعقوبات أميركية.

وجاءت تصريحات الوزير في حوار مع صحيفة “إيران” الحكومية نُشر بعد كشف وثائق قضائية أميركية أن واشنطن صادرت خلال الأسابيع الماضية حمولة ناقلتي نفط يُشتبه في أنهما كانتا تنقلان كميات من الخام الإيراني.

وقال أوجي “حاول العدو أكثر من مرة خفض صادرات إيران النفطية ومصادرة سفن البلاد” خلال الأشهر الماضية.

وأضاف “عندما رأى العدو أنه عاجز وغير قادر على وقف صادراتنا وعقودنا (للتصدير)، انتقل تركيزه إلى سفننا” التي تنقل هذا النفط.

وأظهرت وثائق قضائية أن السلطات الأميركية صادرت قبل أسابيع نحو 770 ألف برميل من النفط الذي انطلق عام 2020 من إيران وخضع إلى “عمليات نقل وتحايل لإخفاء مصدره”.

ولم يتطرق الوزير لهذه القضية، لكنه قال للصحيفة “سمعتم عن حالة أو حالتين مماثلتين (من مصادرة النفط)، لكن محاولات أخرى حصلت وتم لحسن الحظ إفشالها من قبل قواتنا المسلحة”.

ولم يقدم الوزير تفاصيل عن هذه المحاولات، إلا أنه أعطى مثالا واحدا هو إعلان الحرس الثوري إحباط محاولة أميركية لمصادرة نفط إيراني في بحر عمان أواخر أكتوبر/تشرين الأول 2021.

وقال الحرس يومها إن قطعا بحرية أميركية صادرت ناقلة تحمل نفطا إيرانيا ونقلت حمولتها إلى ناقلة أخرى، قبل أن تقوم بحريته بمصادرة الناقلة الثانية واستعادة الحمولة.

ونفت واشنطن تلك الرواية، مشددة على أنها لم تصادر أي سفينة، بل إن البحرية الإيرانية هي التي قامت بذلك “بشكل غير قانوني” في بحر عُمان.

اتصال بين وزيري خارجية قطر وإيران

من جهة أخرى، قالت وكالة الأنباء القطرية إن نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني أجرى اليوم السبت اتصالا هاتفيا مع نظيره وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان.

وأضافت أنه جرى خلال الاتصال استعراض العلاقات الثنائية بين البلدين، وبحث آخر التطورات الإقليمية ومستجدات محادثات الاتفاق النووي، إلى جانب تبادل الآراء حيال الموضوعات ذات الاهتمام المشترك.

Share.

رئيسة تحرير موقع شام بوست والمشرف العام عليه

Leave A Reply