أكدت وكالات سياحة وسفر أن «سياحة التزلج» تشهد إقبالاً كبيراً من قبل المواطنين الإماراتيين، خلال السنوات الأخيرة، بحثاً عن المغامرة، واختبار تجارب سياحية جديدة، لافتة إلى خمس وجهات فاخرة تتصدر اهتمامات المواطنين تتمثّل في النمسا، وفرنسا، وسويسرا، وإيطاليا، واليابان، أبرزها «كورشوفيل»، التي تُعدّ جوهرة شتاء جبال الألب الفرنسية، ومن أكثر الوجهات شعبية بين المسافرين من دولة الإمارات.
وأوضحت لـ«الإمارات اليوم» أن أبرز العوامل التي يأخذها المواطنون الإماراتيون في الاعتبار عند اختيار وجهة التزلج، يتمثّل في أماكن الإقامة الفاخرة، وسهولة السفر، وخيارات الطعام الحلال، وتوافر وسائل راحة مناسبة للعائلات، إضافة إلى جمال الطبيعة.
ولفتت إلى أن منتجعات التزلج ليست شائعة لتجارب رياضة التزلج فحسب، بل توفر للزوّار أنشطة خارجية للأطفال والكبار، مثل المشي بالأحذية الثلجية في جبال الألب الفرنسية، أو ركوب الخيل بين أشجار مغطاة بالثلوج في اليابان.
سياحة التزلج
وتفصيلاً، قال الرئيس التنفيذي لـ«شركة الريّس للسفريات – مجموعة الريّس»، محمد جاسم الريس: «شهدت سياحة التزلج إقبالاً كبيراً من قبل المواطنين الإماراتيين في السنوات الأخيرة الذين أصبحوا يقصدون الوجهات الشتوية العالمية، بحثاً عن المغامرة وتجارب سياحية جديدة»، مشيراً إلى أن نسبة منهم تختار الوجهة لممارسة هذا النوع من الرياضة، فيما يفضل بعضهم اختبار الأجواء الشتوية، أو الحصول على دورات تدريبية لهذه الرياضة.
وكشف الريس لـ«الإمارات اليوم» أن «أغلب المواطنين يختارون وجهات التزلج خلال شهرَي يناير وفبراير من كل عام»، لافتاً إلى أنه «مع تزايد عدد الإماراتيين الذين يمارسون رياضة التزلج، بدأت شركات الطيران ووكالات السفر تتجه نحو توفير مزيد من الخيارات، وطرح باقات عطلات تشمل تذاكر الطيران، وحجوزات الفندق، ومرافق التزلج، والمواصلات، وغيرها من خدمات».
الوجهات والكُلفة
وتابع الريس: «الوجهات الشتوية، مثل سويسرا وفرنسا والنمسا، تُعدّ من أبرز الوجهات التي تستقطب الإماراتيين سنوياً، لاختبار مغامرات التزلج على الثلج، حيث تتميّز هذه الوجهات بمرافق حديثة، إضافة إلى ما تتمتع به من مناظر طبيعية خلابة»، مشيراً إلى أن «هذه الوجهات تستقطب السياح من أصحاب الدخل المرتفع، نظراً للكُلفة العالية لقضاء عطلات فيها».
وأضاف: «هناك وجهات أخرى أقل كُلفة وتشهد إقبالاً، مثل جورجيا وأذربيجان وروسيا، وغيرها من الدول»، لافتاً إلى وجود شغف لدى الإماراتيين لاختبار تجارب سياحية جديدة ومتنوعة، في وقت يجد العديد منهم في التزلج، متعة فريدة تجمع بين الترفيه والتحدي.
وقال الريس: «تُعدّ (كورشوفيل) جوهرة الشتاء لجبال الألب الفرنسية، وهي من أكثر الوجهات كُلفة، كما أنها تلقى إقبالاً من المواطنين الإماراتيين»، مشيراً إلى أن الكُلفة المرتفعة لقضاء عطلة في هذه الوجهة يعود إلى موقعها الفريد، والعدد القليل من المنتجعات الفاخرة المتاحة.
وأوضح أن «متوسط الأسعار لقضاء عطلة لمدة أسبوع في (كورشوفيل) الفرنسية قد يصل إلى نحو 40 ألف درهم لشخصين، ترتفع بحسب فئة الفندق، وحصص التدريب وغيرهما من خدمات تنقل ومواصلات».
رحلات المغامرة
من جانبه، قال مدير البرامج الترفيهية في «دناتا للسفريات»، ماثيو فليميكس: «هناك اهتمام متزايد برحلات المغامرة والرحلات متعددة الوجهات خلال فصل الشتاء 2024 – 2025»، لافتاً إلى أن الخيارات الشعبية شملت أسواق الشتاء الأوروبية، ورحلات مشاهدة الشفق القطبي الشمالي، ورحلات التزلج الكلاسيكية.
وأضاف فليميكس لـ«الإمارات اليوم»: «تتصدر جبال الألب الفرنسية والسويسرية قائمة الوجهات الأكثر طلباً لعطلات التزلج، في وقت يُعدّ منتجع كورشوفيل للتزلج – الواقع في جبال الألب الفرنسية، والذي يُعدّ جزءاً من منطقة (لي تروا فاليه)، وأكبر منطقة تزلج مترابطة في العالم – من أبرز وجهات التزلج الفاخرة على مستوى العالم، ومن أكثر الوجهات شعبية بين المسافرين من دولة الإمارات»، مبيناً أن الطلب يشمل محطات أخرى مثل إيطاليا، وتابع: «لاحظنا في السنوات الأخيرة تزايداً في الطلب على وجهات أقل شهرة مثل جورجيا، وأذربيجان، وتركيا، بالنسبة لسياحة التزلج، حيث تُعدّ الكُلفة والحداثة من العوامل الرئيسة وراء هذا الاهتمام المتزايد».
وأكد فليميكس أن «الطلب يتزايد على باقات السفر الشاملة لعطلات التزلج من (دناتا للسفريات)، حيث تُسهّل هذه الباقات تخطيط الرحلة من خلال تضمين الأنشطة، وتذاكر التزلج، وأنشطة ما بعد التزلج، مع تخصيصها لتناسب احتياجات كل مسافر».
وأضاف: «من الخيارات المفضلة باقات (كلوب ميد) الشاملة في بعض أفضل الوجهات العالمية للرياضات الشتوية، إذ تُعدّ منتجعات (ميد كلوب) وجهات بحد ذاتها، حيث تقدم خيارات متنوعة للأنشطة الخارجية والرياضية والترفيهية، إضافة إلى تذاكر التزلج وتذاكر المصاعد، ودروس التزلج للمبتدئين، وإرشادات للمتزلجين من ذوي الخبرة».
وأشار إلى توافر باقة تزلج من «كلوب ميد» تشمل إقامة لمدة سبع ليالٍ في منتجع «كلوب ميد سانت موريتز روي سوليل»، تتيح للمسافرين الإقامة في غرفة «سوبيريور» على أساس الإقامة الشاملة، وتتضمن تذاكر التزلج، والمصاعد، ودروس تزلج جماعية، وأنشطة ما بعد التزلج، والترفيه، ونادي الأطفال، ودروس تزلج تحت إشراف مدربين، بأسعار تبدأ من 7300 درهم للشخص الواحد.
وأكد أن منتجعات التزلج ليست شائعة لتجارب التزلج فقط، بل تقدم معظم المنتجعات أنشطة خارجية للأطفال والكبار، مثل المشي بالأحذية الثلجية في جبال الألب الفرنسية، أو ركوب الخيل بين الأشجار المغطاة بالثلوج في اليابان. وعند السفر كعائلات أو مجموعات كبيرة، فإن هذه الأنشطة تلعب دوراً مهماً في اختيار وجهة العطلة.
الأكثر طلباً
وفي سياق متصل، قالت رئيسة قسم المنتجات والحلول الرقمية في «شركة دبي العالمية للسفريات»، إميلي جينكينز، إن «وجهات سياحية التزلج الأكثر طلباً بالنسبة للمواطنين الإماراتيين تشمل (كورشوفيل) في فرنسا، و(سانت موريتز) فضلاً عن (زيرمات) في سويسرا»، وأضافت: «بدأنا نتلقى المزيد من الطلبات الآن إلى اليابان، ووجهات أخرى مثل أذربيجان وجورجيا».
وذكرت أن سمعة «كورشوفيل» الفاخرة تُعدّ عامل جذب رئيساً للسياح الإماراتيين، إذ تكمن جاذبيتها في أماكن الإقامة الحصرية مع الشاليهات الفاخرة للغاية، والفنادق ذات الخمس نجوم التي تلبي احتياجات السوق الراقية، إضافة إلى المطاعم الفاخرة والتسوق الراقي والخدمات المخصصة (خدمات كبار الشخصيات ودروس التزلج الخاصة).
أما بالنسبة لأهم العوامل التي يأخذها المواطنون الإماراتيون في الاعتبار عند اختيار وجهة للتزلج، أوضحت جينكينز أن العوامل تشمل أماكن الإقامة الفاخرة، وسهولة السفر، وخيارات الطعام الحلال، ووسائل الراحة المناسبة للعائلات، فضلاً عن الخصوصية، والتسوق، والجمال الطبيعي، وتجربة السفر.
وقالت: «يرغب الإماراتيون في الاستمتاع بالثلوج والمناظر الطبيعية الشتوية في هذه الوجهات»، لافتة إلى أن «دبي العالمية للسفريات» أجرت استطلاعاً لعملائها خلال العام الماضي، وكان أحد الأسئلة «ما نوع الأنشطة التي تريد المشاركة فيها أثناء الإجازة» وكانت الإجابة الأولى هي الطبيعة والمغامرة، مشيرة إلى أن عطلات التزلج والثلج تندرج ضمن هذه الفئة.
50 ألف درهم لشخصين
طرحت وكالات سفر وسياحة باقات عطلات إلى «كورشوفيل» بأسعار تصل إلى 50 ألف درهم لشخصين لمدة سبع ليالٍ، في منشأة فندقية من فئة خمس نجوم، وتصل الكُلفة للشخص الواحد إلى أكثر من 25 ألف درهم، فيما تشمل الباقة: الإقامة الفندقية، وتذاكر الطيران، وخدمات التنقل والمواصلات ودروس التزلج.
كما بلغت أسعار باقة أخرى نحو 43 ألف درهم، للمدة ذاتها في فندق من فئة أربع نجوم، وتصل الكُلفة للشخص الواحد إلى نحو 21 ألف درهم، كما تشترط بعض العروض حداً أدنى من الليالي الفندقية.