التخطي إلى المحتوى

أكد باحثون ومتخصصون في الآثار ما تتميز به أرض الإمارات من ثراء بالمواقع الأثرية التي تتوزع في مختلف أنحاء الدولة، وتحوي كنوزاً تعدّ شواهد على تاريخ المنطقة منذ القِدم، مشيدين عبر مشاركتهم في جلسات مؤتمر الآثار 2024، الذي عُقد على مدى يومين، باهتمام الإمارات بالآثار وحفظ وصون التاريخ، سواء من خلال تشجيع أعمال التنقيبات الأثرية، أو بتشييد المؤسسات والمتاحف التي تتولى حفظ وتقديم القطعة الأثرية، وفق أعلى المواصفات العالمية.

وشهد مؤتمر الآثار 2024، الذي أقيم على مدى يومَي 27 و28 نوفمبر الجاري في متحف اللوفر أبوظبي، تحت عنوان «65 سنة من اكتشاف ماضينا»، مشاركة 28 باحثاً ومتخصصاً في علم الآثار، واكتسبت هذه الدورة أهمية خاصة، لأنها الأولى التي يتولى تنظيمها متحف زايد الوطني، كما تأتي بمناسبة الذكرى الـ65 لأول عملية تنقيب أثري في ما يعرف اليوم بدولة الإمارات، ففي عام 1959 دعا المغفور له الشيخ شخبوط بن سلطان آل نهيان، حاكم أبوظبي آنذاك، فريقاً من علماء الآثار الدنماركيين للتنقيب في جزيرة أم النار.

وأوضح مدير متحف زايد الوطني، الدكتور بيتر ماغي، في كلمته خلال الجلسة الافتتاحية، أن المؤتمر يتزامن مع مرور 65 عاماً من تاريخ الإمارات الأثري، وذلك عندما بدأت عملية الاستكشافات للآثار بمنطقة أم النار، في ذلك الوقت، التي يعود تاريخها إلى أكثر من 1400 عام، وهو ما يبرز أهمية هذه الخطوة لاكتشاف الحضارة في المنطقة وفهم تاريخها. كما كشفت هذه التنقيبات كيف ارتبط تاريخ منطقة الخليج العربي بالتجارة مع المملكة العربية السعودية منذ مئات السنوات، كما تشير المقابر والمواقع التي عثر عليها إلى غنى هذه المنطقة، وتكشف ملامح المجتمع في ذلك الوقت، مثل المواقع الأثرية في العين، وفي ساس النخيل التي اهتم المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، بدعم عمليات التنقيب فيها.

وأشار إلى أن اهتمام القيادة الحكيمة لدولة الإمارات بتاريخ المنطقة وآثارها، انعكس من خلال قرار إنشاء متحف زايد الوطني، كما أعرب عن تطلع دائرة الثقافة والسياحة في أبوظبي إلى استضافة المنتدى العربي لمنطقة الخليج العربي، الذي سيعقد في متحف زايد الوطني العام المقبل.

وأشار أخصائي فعاليات مجتمعية في متحف زايد الوطني، راشد عبيد السويدي، لـ«الإمارات اليوم»، إلى أن مؤتمر الآثار 2024 ملتقى سنوي يستضيفه المتحف بمشاركة 28 مختصاً من أبرز المحاضرين الأكاديميين من مختلف أنحاء العالم، ويعد منصة مهمة للبحث والنقاش والاحتفاء بالإنجازات، ومجال الآثار داخل دولة الإمارات وفي المنطقة ككل.

وأوضح أن المؤتمر تناول العديد من المحاور الثقافية والأثرية التي تركز على تاريخ دولة الإمارات وإرثها، وأبرز الاستكشافات والتنقيبات التي تتم في مختلف المناطق بالدولة، والدور الأساسي لهذه الاستكشافات التي تمثّل نقطة تحول مهمة في تاريخ دولة الإمارات، خصوصاً مع الاحتفال بمرور 65 سنة من اكتشاف ماضينا، وهو عنوان المؤتمر الذي يعكس الرسالة العميقة التي تقوم بها دولة الإمارات في الاكتشافات الأثرية والتنقيبات منذ أول عملية تنقيب من الدنماركيين في سنة 1959.


احتفاء بالمنجزات

يشكّل مؤتمر الآثار 2024 منصة مهمة للبحث والنقاش والاحتفاء بالإنجازات في مجال الآثار داخل دولة الإمارات وفي المنطقة، وتجسيداً لدور متحف زايد الوطني كمؤسسة ثقافية تكرّس جهودها لنشر المعرفة، وتعزيز مشاركة المجتمع بجميع فئاته، حيث سلط الخبراء المحليون والعالميون الذين شاركوا في جلساته الضوء على تاريخ الدولة العريق، وأحدث الاكتشافات الأثرية في المنطقة، واستعرضوا مجموعة وفيرة من الرؤى والبيانات الجديدة في مجالات مهمة، منها التحديات المناخية والتصوير بالأقمار الاصطناعية والجيوفيزياء القريبة من السطح، والربط الرقمي لأنظمة المياه (الأفلاج)، التي يزيد عمرها على 3000 عام في مدينة العين، بهدف تسليط الضوء على أبرز الاكتشافات التي توصلت إليها عمليات التنقيب في الماضي وحديثاً، وذلك لتشجيع ونشر المعارف الجديدة حول الاكتشافات المتواصلة، كما مثّل المؤتمر فرصة للخبراء والمتمرسين في هذا المجال العلمي، للتواصل وبناء علاقات جديدة وتوطيد العلاقات الحالية، وبالتالي إتاحة مزيد من فرص التعاون والاكتشافات الجديدة.

راشد السويدي: المؤتمر تناول محاور ركزت على تاريخ دولة الإمارات وإرثها وأبرز الاستكشافات والتنقيبات التي تتم في مختلف مناطق الدولة.

بيتر ماغي: المؤتمر يتزامن مع مرور 65 عاماً من تاريخ الإمارات الأثري، عندما بدأت عملية استكشاف الآثار في منطقة أم النار.