التخطي إلى المحتوى

حذّر أطباء ومختصون من إفراط الأطفال في تناول قطع الدجاج «الناغتس»، لخطورتها البالغة التي تصل إلى الإصابة بأمراض القلب والشرايين والسكري والسمنة والكوليسترول.

وأوضحوا لـ«الإمارات اليوم» أن 40% فقط من مكونات «الناغتس» تحتوي على دجاج، والبقية دهون وأوعية دموية وعظام وغضاريف، ونصحوا ببدائل صحية مثل قطع الدجاج الطازج، وتشجيع النظام الغذائي المتوازن، الذي يحتوي على الفواكه والخضراوات والحبوب الكاملة والبروتينات الخالية من الدهون.

وتفصيلاً، قال استشاري طب الأسرة، الدكتور عادل سعيد سجواني، إن «التشكن ناغتس» من الوجبات المحببة للأطفال لما له من مذاق لذيذ ومقرمش، فضلاً عن أنه سهل التحضير، إلا أنه مشروع لإصابة الأطفال بالضغط والسكري والكوليسترول في عمر مبكر.

وأوضح سجواني أن هذا النوع قد يصيب الطفل بأمراض القلب على المدى القريب، إذ أُنتج خلال الحرب العالمية الثانية لحفظ الدجاج لأطول فترة، وتبيّن أخيراً أن 40% فقط من مكوناته عبارة عن دجاج، والبقية دهون وأوعية دموية وعظام وغضاريف، ولفت إلى أن تناوله مرة واحدة أسبوعياً لا يسبب مشكلات صحية، لكنه يدمر صحة الطفل إذا تناوله يومياً، وأكد أن هناك مسؤولية كبيرة على ذوي الطفل في مراقبة استهلاكه من الطعام خارج المنزل، لأن هذا النوع يُباع للأطفال في المطاعم.

وقال استشاري طب الأطفال، الدكتور عابد حمصي، إن «التشكن ناغتس» مصدر للعديد من الأمراض والمشكلات الصحية، إذ تُعالج مكوناته بشكل مكثف، وتُطحن وتتحول إلى عجينة متجانسة، وتعتبر هذه المعالجة سبباً رئيساً في تحويل «الناغتس» إلى وجبة غير صحية، غنية بكميات كبيرة من الدهون الضارة والصوديوم المرتفع، فضلاً عن إضافة زيوت مهدرجة جزئياً، وأشار إلى أن مكونات الوجبة تحتوي على نسبة بروتين منخفضة لا تتعدى 40% فقط، و60% دهون غير صحية وأوعية دموية وأعصاب وجلد وأمعاء وعظام، إضافة إلى كميات كبيرة من المواد الحافظة والنكهات الصناعية والصوديوم.

وتابع: «هذا الخليط من المكونات غير الصحية يمكن أن يسهم بشكل كبير في زيادة الوزن لدى الأطفال، ويؤدي إلى تطور مشكلات صحية طويلة الأمد».

ونصح الدكتور عابد حمصي بتجنب تقديم قطع «التشكن ناغتس» للأطفال، واستبدالها بصدور الدجاج الطازجة ويفضل العضوية، بدلاً من الأنواع المجمدة أو المصنعة التي تحتوي على كميات كبيرة من الدهون والمواد الحافظة، ولفت إلى أن الدراسات تشير إلى أن تناول الأطعمة المصنعة مثل «الناغتس» يمكن أن يُزيد من مخاطر الإصابة بمشكلات صحية لدى الأطفال، مثل التهابات الأمعاء والسمنة ومقاومة الأنسولين ومشكلات الجهاز الهضمي، وحتى الأمراض المزمنة مثل ألزهايمر وسرطان الجهاز الهضمي.

وقالت أخصائية طب الأطفال وحديثي الولادة، الدكتورة ماماتا بوثرا: «يؤثر تناول (الناغتس) على نمو الأطفال، لأنه يفتقر إلى العناصر الغذائية الأساسية التي يحتاج إليها جسم الطفل في مراحل النمو المختلفة».

وأوضحت أن الوجبة تحتوي على كميات مرتفعة من الدهون المشبعة والملح، ما يزيد فرص الإصابة بالسمنة لدى الأطفال، والتي باتت تُشكل تحدياً صحياً عالمياً، فالدهون الزائدة تؤدي إلى تخزين السعرات الحرارية في الجسم، بينما يسهم الإفراط في تناول الملح برفع ضغط الدم، والإصابة بأمراض القلب والشرايين، وهي أمراض تُعد خطيرة عندما تبدأ في سن مبكرة.

وأشارت إلى غياب العناصر الغذائية المهمة في «الناغتس»، فالقطع المصنّعة تُعد فقيرة بالقيمة الغذائية مثل البروتين عالي الجودة، والفيتامينات، والمعادن الأساسية التي يحتاج إليها الطفل للنموين العقلي والجسدي، وهذا يعني أن تناولها يشغل حيزاً من نظام الطفل الغذائي على حساب الأطعمة الغنية بالمغذيات.

وذكرت أن هذه الوجبة تؤدي أيضاً إلى اضطرابات المعدة، إذ يعاني بعض الأطفال مشكلات هضمية مثل التلبك المعوي أو التهاب المعدة، بسبب الزيوت غير الصحية المستخدمة في قلي قطع «الناغتس»، فضلاً عن أن إعادة استخدام الزيت في تحضيرها تؤدي إلى إنتاج مُركّبات ضارة قد تسبب التهابات وتهيُّجات في الجهاز الهضمي، وأشارت إلى التأثير الضار للمواد الحافظة والملونات الصناعية، التي قد تسبب حساسية واضطرابات بالجهاز الهضمي للأطفال.

وأوصت بضرورة تقليل الاعتماد على الأطعمة المصنعة، من خلال تشجيع الأهالي على تقديم بدائل طبيعية وصحية مثل الدجاج المشوي أو المطهي في المنزل، حيث يمكن التحكم في مكوناته وتقليل الدهون والملح، وتعزيز الوعي الغذائي لدى الأطفال عبر توجيههم لاختيار الأطعمة الصحية بطريقة مبسطة ومحببة.

وأكدت الدكتورة ماماتا بوثرا، أهمية تقديم خيارات صحية جذابة للأطفال، فيمكن استبدال «الناغتس» بخيارات أخرى مثل قطع الدجاج المخبوزة في الفرن مع التوابل الطبيعية، التي يمكن أن تكون لذيذة ومغذية في الوقت نفسه، وكذلك تشجيع النظام الغذائي المتوازن، بحيث يتم التأكد من أن النظام الغذائي اليومي للأطفال يحتوي على جميع العناصر الأساسية، بما في ذلك الفواكه والخضراوات والحبوب الكاملة والبروتينات الخالية من الدهون.

الدكتور عادل سجواني: تناول «الناغتس» مرة واحدة أسبوعياً لا يسبب مشكلات صحية، لكنه يدمر صحة الطفل إذا تناوله يومياً.

الدكتور عابد حمصي:  40% من مكونات «الناغتس» تحتوي على دجاج، و60% دهون غير صحية وأوعية دموية وأعصاب وجلد وأمعاء وعظام.

الدكتورة ماماتا بوثرا: «الناغتس» يؤثر في نمو الأطفال لأنه يفتقر إلى العناصر الأساسية التي يحتاج إليها الجسم بمختلف مراحل النمو.